رفقاً بالشباب

مقالات البطاقة التعريفية
العنوان: رفقاً بالشباب
اللغة: عربي
نبذة مختصرة: لقد كان من نتاج هذه الصحوة المباركة أن توافد فئام من الشباب الغض إلى ركاب الصالحين، بل إن عامة أتباع الصحوة اليوم وحاملو لوائها هم من الشباب وليس ذلك بغريب بل هي سنة الله في الأمم السابقة واللاحقة.
وحين يتأمل المصلحون اليوم في واقع الشباب يرون أن ثمة ثغرات ومواطن ضعف وخلل لديهم لابد من علاجها وتسديدها؛ فينبرون للإصلاح والنصح والتوجيه، ويأخذ معظم الحديث في هذه الدائرة صفة النقد، ومع الحماس وتوقد العاطفة يتحول إلى نقد لاذع، فالشباب مهملون في جانب العبادة، ومقصرون في الدعوة، ومفرطون في حقوق الأخوة، وضعاف في العلم الشرعي، والتزامهم غير جاد بل مصطنع.
وينصت الشباب الأخيار الأفاضل لهذا الحديث الناصح، ينصتون له بآذانهم وقلوبهم وتغرورق الدموع - التي يجتهدون في حبسها - في أعينهم، وينصرفون داعين لمحدثهم بالسداد والثبات والتوفيق.
إن النقد العلمي الموضوعي المعتدل مطلب لابد منه، لكن الإفراط في استخدام هذه اللغة عليه محاذير عدة، وفي هذه المقالة ذكر بعضها.
تأريخ الإضافة: 2010-07-14
الرابط المختصر: http://IslamHouse.com/315087
:: هذا العنوان مصنف موضوعياً ضمن التصانيف الآتية ::
نبذة موسعة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين: وبعد

لقد كان من نتاج هذه الصحوة المباركة أن توافد فئام من الشباب الغض إلى ركاب الصالحين، بل إن عامة أتباع الصحوة اليوم وحاملو لوائها هم من الشباب وليس ذلك بغريب بل هي سنة الله في الأمم السابقة واللاحقة.

وحين يتأمل المصلحون اليوم في واقع الشباب يرون أن ثمة ثغرات ومواطن ضعف وخلل لديهم لابد من علاجها وتسديدها؛ فينبرون للإصلاح والنصح والتوجيه، ويأخذ معظم الحديث في هذه الدائرة صفة النقد، ومع الحماس وتوقد العاطفة يتحول إلى نقد لاذع، فالشباب مهملون في جانب العبادة، ومقصرون في الدعوة، ومفرطون في حقوق الأخوة، وضعاف في العلم الشرعي، والتزامهم غير جاد بل مصطنع.

وينصت الشباب الأخيار الأفاضل لهذا الحديث الناصح، ينصتون له بآذانهم وقلوبهم وتغرورق الدموع - التي يجتهدون في حبسها - في أعينهم، وينصرفون داعين لمحدثهم بالسداد والثبات والتوفيق.

إن النقد العلمي الموضوعي المعتدل مطلب لابد منه، لكن الإفراط في استخدام هذه اللغة عليه محاذير عدة، منها:

1- نسيان محاسن هؤلاء الشباب وإيجابياتهم، فهم وإن قصروا في قيام الليل إلا أنهم سرعان ما يهبون من فرشهم لصلاة الفجر رغم الجهد والتعب، وربما في بيوت لا يستيقظ فيها سواهم، وهم الذين تعففوا عن الحرام في ظل واقع مليء بوسائل الإثارة والإغراء، وهم الذين يتورعون عن الصغائر ويبادرون بالتوبة من اللمم في حين يفاخر غيرهم بارتكاب الكبائر ويسعون إليها بما أوتوا من سبيل، وهم مع ذلك كله متفوقون في أعمالهم ودراستهم مع ما يحملونه من هموم الدعوة والإصلاح.

2- كثير من الأهداف التي يرتجى تحقيقها من خلال النقد يمكن الوصول إليها بطرق أخرى غير طريق النقد؛ فالحديث عن النماذج في مجال ما من المجالات يشحذ الهمم على التأسي والاقتداء، والحديث عن أهمية أمر من الأمور يأخذ بيد المقصرين فيه.

والإحياء غير المباشر يفعل فعله في النفوس، ولنا في النبي - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة فحين رأى ابن عمر -رضي الله عنهما- رؤيا وقصها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل".

وعن سليمان بن صرد - رضي الله عنه - قال استب رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد احمر وجهه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".

3- أن هذا الأسلوب يخرج جيلاً فاقداً للثقة في نفسه محطم الآمال يشعر أنه مجموعة متراكمة من الأخطاء، بل إنه يشكك ربما في صدق انتمائه وصلاحه؛ إذ هو لا يسمع إلا النقد والتقريع، وجيل يعيش هذه النفسية سيكون بعيداً عن المزاحمة في ميادين العمل والنشاط الخير.

4- أن كثيراً ممن يمارس هذا الأسلوب قد يوجب ما لا يجب، ويمنع ما لا يلزم امتناعه، فالنوافل نوافل لا يمكن أن تتحول إلى واجبات لا يعذر بتركها، ودقائق الورع إنما هي مراتب فاضلة للخاصة لا العامة، فعلام نؤثم من لم يؤثمه الشرع؟ ونوجب ما لم يوجبه؟

وهذا لا يعني التخلي عن النقد، ولا عن بيان الأخطاء والحديث عنها، فقد كان صلى الله عليه  سلم يفعل ذلك، لكن يعني التوازن والاعتدال، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يثني على أفراد من أصحابه في مواقف لا تحصى، وأثنى على قبائل كأسلم وغفار، وأثنى على المهاجرين والأنصار، وعلى أهل اليمن ... وغير ذلك كثير.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

Go to the Top