عشر ذی الحجہ کے احکام وآداب
المقدمة
الحمد لله الذي مَنَّ على عباده بمواسم الخيرات، ليغفر لهم الذنوب، ويجزل لهم الهبات، وفَّق من شاء لاغتنامها فأطاعه واتّقاه، خذل من شاء فأضاع أمره وعصاه.
أحمده وأشكره، أكمل لنا الذين، وأتمَّ علينا النعمة، رضي لنا الإسلام ديناً، وشرع لنا الأعمال الصالحة، ووفق للقيام بها، ورتب عليها الأجر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه رسالة مشتملة على جُملٍ مختصرة من الأحكام والآداب المتعلقة بعشر ذي الحجة وأيام التشريق، كتبتها شرحاً لأحاديث جمعتها في هذا الموضوع، على المنهج الذي سلكته في « أحاديث الصيام » وقصدي بذلك أن يكون بيد إمام المسجد كتاب مناسب للقراءة به في أيام العشر بعد صلاة العصر - كما جرت عليه عادة الأئمة عندنا - وإلا فالقراءة بعد أذان العشاء لها كتاب « مجالس عشر ذي الحجة » وغيره مما أُلِّفَ في بابه.
وأرجو من إمام المسجد أن يبدأ بالقراءة به قبل دخول العشر بيومين لأجل أن تنتظم أحاديثه ولا يختل ترتيبها.
وجعلت في آخرها رسالة صغيرة في « أحاديث شهر الله المحرم » على المنهج المذكور، ولا سيما ما ورد من الأحاديث في صيام عاشوراء، وما يتعلق به من أحكام.
والله أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، مقربة إليه في جنات النعيم، وأن ينفع بها من كتبها أو قرأها أو سمعها، إنه قريب مجيب، وصلّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه
عبد الله بن صالح الفوزان
1423/12/16هـ